التخطي إلى المحتوى الرئيسي

ما كنتُ يوْمــاً راجِـيـــاً * بقلم * الشاعر حسن منصور


لَسْتُ الّذي يَسْعى إِلَى إِحْـسانِكُم || أو يَرْتَجـي منْ فَضلِكُم بعضَ الْقِرى
ما كنتُ يوْمــاً راجِـيـــاً مُـتَــوَسِّـمــــاً || كَـرَمــاً لدَيـكُم كالّـذي بيـنَ الــوَرى
مَن ذا الّذي يَرجو مِن الشّوْكِ الْجَنى || أوْ يَرتَجي سُحُبَ الثَّرى أنْ تُمْطِرا
أأَسـومُـكُــمْ مــا ليسَ من أخْلاقِــكُمْ || والْمَـوتُ عـنْدكُــمُ أحَـبُّ كَمـا أَرى
والنّفْـسُ لا تَرجــو الـنَّدى مِن أَهْـلــهِ || فهَـلِ الرَّجـاءُ لدى شَحــيحٍ أكْـدَرا؟!
مـــاذا تُـرَجّـــي مِـــن غَــــنيٍّ دأْبُـــهُ || أنْ يَجْـمَـعَ الأمْـوالَ مِنْ دِمَنِ الثَّرى
يا مَــنْ ظَـنَـنْـتُــمْ أنّكُـــم بِنُـقــودِكُــمْ || أَذْلَـلْــتُـمُ بالبُخْــــلِ حُــرّاً مُعْــسِرا
مــا كانَ حُــرٌّ طـــالـبـاً إحْـســـانَكُـــم || أوْ راجِــــياً مِـنكُـــمْ رَجـــاءً خَــيِّرا
لكِـــنَّـه يَسْــعى لِـنَـيْـلِ حُــقــوقِـــــهِ ||شَقَّ الْمَسيرُ عَليْهِِ أَوْ طالَ السُّرى
والــذُّلُّ فيكُــمْ إِذْ عــبَدْتُــمْ مــالَـكُــم ||هوَ دينُكمْ في صَحوِكُم أو في الكَرى
وجَـحَــدْتُمُ كلَّ الْحُــقـوقِ لِغـــيْرِكُـــمْ || جَـشَعــاً بِكُـمْ وَسَفــاهَـةً وَتَجــبُّـرا
فيكُمْ تَآخى البُخــلُ والظّلْمُ القَـبـيـــــــحُ أُخُــوَّةً، فَالعَــهْـدُ مَــوْثــوقُ العُـرى
إنْ كانَ بُـخْــلُـكُــمُ الشّــهــيرُ طَبيعَـةً || فَـلرُبَّــمــا مِن حَــقِّـكُــمْ أنْ يُعْـذَرا
لكنْ أيُعْـــذَرُ ظُـلـمُـكُـمْ وجُـحـــودُكُـم || وفَــعَــلْـتُـمــــوهُ إِرادَةً وَتَـخَـــــيُّـرا؟
يا مَــنْ بـغَـيْـتُـــم والْهُـدى يَدْعــوكُـمُ || وعُــيونُكُـمْ لا تَـبْـتَـغي أنْ تُبْـصِــرا
قدْ بِـعـتُـمُ الْـخُــلُـقَ الْكَـريِمَ ودينَـكُـم || وطَلَـبْـتُــمُ مِـن رَبِّكُــمْ أنْ يَغـفِـــــرا
أتُـخـــادِعــونَ نُفــوسَـكُـمْ أمْ رَبَّـكُـــم || واللهُ كانَ عــلى الْمُــخـادِعِ أقْـــدَرا
مَــن باعَ للشّـيْـطـانِ عِـــزّةَ نـفْسِـــهِ || جَـفَّ الْحَـيــــاءُ بِوَجْهِـــهِ وَتَحَـجَّـرا
شَـرَفُ الـرُّجــولَـةِ أنْ تَكــونَ عَــــزيزَةً ||والعـِـزُّ شـيءٌ لا يُـبــاعُ وَيُـشْــتَرى
وَالْـمَــرءُ يُذْكَـرُ بالْجَمــيلِ فـهَـلْ لَـكُـم || بعـضُ الأَيادي كيْ تَعيـشَ وتُذْكَرا؟
***********
 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رحلة فى أعماق شاعر : الشاعر إيليا أبو ماضى بقلم محسن الوردانى

الشاعر اللبنانى إيليا أبو ماضى أحد أبرز شعراء المهجر فى القرن العشرين جاء إلى مصر عام 1902 بهدف التجارة والتقى بالكاتب اللبنانى انطوان جميل ودعاه انطوان للكتابة فى مجلة الزهور فبدأ فى نشر قصائد بالمجلة . صدر له عام 1911 ديوان      تذكار الماضى هاجر عام 1912 الولايات المتحدة وأسس الرابطة القلمية  مع جبران خليل جبران وميخائيل نعمه توفى سنة 1957 يقول ايليا أبو ماضى فى قصيدته ليس السر في السنوات قل للذي أحصى السنين مفاخرا     يا صاح ليس السرّ في السنوات لكنه في المرء كيف يعيشها     في يقظة ، أم في عميق سبات قم عدّ آلاف السنين على الحصى     أتعدّ شبة فضيلة لحصاة؟ خير من الفلوات ، لا حدّ لها ،     روض أغنّ يقاس بالخطوات كن زهرة ، أو نغمة في زهرة،     فالمجد للأزهار والنغمات تمشي الشهور على الورود ضحوكة     وتنام في الأشواك مكتئبات وتموت ذي للعقم قبل مماتها     وتعيش تلك الدهر في ساعات تحصى على أهل الحياة دقائق     والدهر لا يحصى على الأموات ألعمر ، إلاّ بالمآثر، فارغ                       كالبيت مهجورا وكالمومات جعل السنين مجيدة وجميلة     ما في مطاويها من الحسنات وهنا يتحدث إيليا ابو ماضى

ترجمة تلخيص مسرحية تاجر البندقيه * مع تحليل نقدى لابعاد المسرحيه بقلم د/ طارق رضوان

* ترجمة تلخيص مسرحية تاجر البندقيه * مع تحليل نقدى لابعاد المسرحيه بقلم د/ طارق رضوان في مدينة فينيسا "البندقية" بإيطاليا، كان اليهودي الجشع"شيلوك" قد جمع ثروة طائلة من المال الحرام..فقد كان يقرض الناس بالربا الفاحش..وكانت مدينة البندقية في ذلك الوقت من أشهر المدن التجارية، ويعيش فيها تجار كثيرون من المسيحيين..من بينهم تاجر شاب اسمه"انطونيو". كان "انطونيو"ذا قلب طيب كريم..وكان لا يبخل على كل من يلجأ إليه للاقتراض دون ان يحصل من المقترض على ربا او فائدة.لذلك فقد كان اليهودي "شيلوك"يكرهه ويضمر له الشر بالرغم مما كان بيديه له من نفاق واحترام مفتعل. وفي اي مكان كان يلتقي فيه "انطونيو"و"شيلوك"كان "انطونيو"يعنفه ويوبخه، بل ويبصق عليه ويتهمه بقسوة القلب والاستغلال.وكان اليهودي يتحمل هذه المهانه، وفي الوقت نفسه كان يتحين أيه فرصة تسنح له للانتقام من "انطونيو". وكان جميع اهالي "البندقية"يحبون "انطونيو" ويحترمونه لما عرف عنه من كرم وشجاعة ،كما كان له أصدقاء كثي

قصيدة (الكِرْش.. بين مدح وذمّ!)

• الكِرْشُ مفخرةُ الرجالِ، سَمَوْا به ** وتوسَّدوه، ووسَّدوه عيالا • خِلٌّ وفيٌّ لا يخونُ خليلَهُ ** في الدرب تُبصِرُ صورةً وخيالا = = = = = - الكِرْشُ شيءٌ يا صديقُ مُقزِّزٌ ** وصف البهائم، لا تكنْ دجَّالا! - وكـ "واو" عمرٍو للصديق ملازمٌ ** قد أورَثَ الخِلَّ الوفيَّ ملالا! = = = = = • يا صاح ِ، إنّي قد رضيتُ مشورةً ** إنّ المشورة ليس تعدلُ مالا • مَن للعيال مُداعِبٌ ومُؤانِسٌ ** مَن غيرُه سيُأرجِحُ الأطفالا؟ • مَن لـ "المدام" إذا الوسادُ تحجَّرتْ ** يحنو عليها خِفَّةً ودلالا؟ • مَن للطعام إذا ملأتم سُفْرةً ** حمَلَ البقيَّةَ فوقه، ما مالا؟ • مَن تستعينُ به لإطرابِ الألى ** غنَّوْا، وطبَّلَ راقصًا ميَّالا؟ = = = = = - أضحكتني؛ إذ كان قولُك ماجنًا ** وظهرتَ لي مُتهتِّكًا مُحتالا! - لكنَّه عند التحقُّق عائقٌ ** وقتَ الجهاد يُقهقِرُ الأبطالا - إنَّ النحافة في الوغى محمودةٌ ** والكِرْشُ ذُمَّ حقيقةً ومقالا - إذ صاحبُ الكرش ِ العظيم ِ لُعابُه ** إنْ أبصرَ الأكلَ المُنمَّقَ سالا = = = = = • هَبْ أنَّ ما حدَّثتني به واقعٌ ** ما ضرَّه لو